الأسهم الأوروبية تنخفض عند التسوية ولكنها تسجل مكاسب أسبوعية طفيفة

سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية مكاسب أسبوعية طفيفة بعد أن أغلقت جلسة تعاملات اليوم الجمعة، على انخفاض متأثرةً بالخسائر الحادة التي تكبدها قطاع السفر والترفيه، إثر انقطاع للتيار الكهربائي أدى إلى إغلاق مطار هيثرو البريطاني، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.

يأتي هذا التراجع، كذلك، وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية، مما عزز عزوف المستثمرين عن المخاطرة.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.6%، بينما سجل قطاع السفر والترفيه الأوروبي تراجعاً بنسبة 2.1% حيث تعرضت شركات الطيران لضغوط كبيرة بسبب تداعيات الإغلاق المفاجئ للمطار، نتيجة الحريق الهائل في لندن.

كما انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي كاك 40 بنحو 0.58%، إلى 8.047.46 نقطة، وأغلق مؤشر داكس الألماني داكس منخفضاً بنحو 0.46% إلى 22,891.70 نقطة، وتراجع مؤشر فوتسي 100 اللندني فوتسي 100 عند الإغلاق بنحو 0.6% إلى 8.654.20 نقطة.

ورغم هذا التراجع، فإن المؤشر القياسي الأوروبي تمكن من تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة بلغت 0.4%، مدفوعاً جزئياً بالموافقة التي منحها مجلس النواب الألماني يوم الثلاثاء على زيادة كبيرة في الاقتراض الحكومي، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الإنفاق العسكري.

وازدادت المخاوف في الأسواق المالية بسبب التوترات التجارية العالمية، لا سيما بعد أن قام مجلس الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء بخفض توقعاته للنمو الاقتصادي لهذا العام، بينما رفع تقديراته لمعدل التضخم نتيجة تصاعد حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

وعلى الرغم من أن الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير، فإن قراره جاء متماشياً مع موقف بنك إنجلترا، الذي بدوره حذر يوم الخميس من أن التوقعات الاقتصادية تظل غير مؤكدة، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى الأخرى.

وأبقى بنك روسيا أسعار الفائدة الرئيسية عند 21% يوم الجمعة، مُشيراً إلى ارتفاع ضغوط التضخم. ويوم الخميس، خفّض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما اختار البنك المركزي السويدي عدم تغييرها.

ومن جانبها، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الخميس، من أن فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركيةً بنسبة 25%على الواردات الأوروبية قد يؤدي إلى انخفاض معدل نمو منطقة اليورو بنحو 0.3 نقطة مئوية خلال العام الأول، في حين أن الإجراءات الانتقامية الأوروبية قد تؤدي إلى تفاقم هذا الانخفاض ليصل إلى حوالي نصف نقطة مئوية.

في هذا السياق، أوضح يوشن ستانزل، كبير محللي السوق لدى سي إم سي ماركتس، أن أي تفاؤل محتمل بشأن تعافي الاقتصاد الأوروبي، بفضل التحفيز المالي الألماني وزيادة الإنفاق على البنية التحتية والدفاع، قد يتلاشى بسرعة بسبب هذه التهديدات التجارية، وهو ما يزيد من قلق السوق.

ومع اقتراب دخول الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، تزداد حالة الترقب في الأسواق، حيث يحاول المستثمرون تقييم التداعيات المحتملة لهذه السياسات على الاقتصاد العالمي، في ظل محاولات البنوك المركزية الكبرى تحقيق توازن دقيق بين دعم النمو واحتواء التضخم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى