محيي الكردوسي يكتب: هآرتس تكشف المستور.. السيسي يرسم خريط الشرق الأوسط الجديد

في مفاجأة من العيار الثقيل، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في 13 مارس الحالي، افتتاحيتها الرئيسية بعنوان: “نعم للمقترح المصري بشأن غزة، لا لنقل السكان والحرب التي لا تنتهي”. وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة يملكون مقاليد المنطقة، خاصة الملفات الشائكة، وفي مقدمتها قطاع غزة، وسد النهضة، والسودان، وليبيا، ومنطقة البحر الأحمر.

وتناولت الافتتاحية في سطورها أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة دائمًا ما تتجاهل عمليات السلام، التي يميل إليها شعب الكيان من أجل العيش في سلام. وضربت الصحيفة مثالًا باتفاقيات السلام مع مصر، بل شنت هجومًا حادًا على الحكومة المتطرفة، ممثلة في بنيامين نتنياهو ووزرائه الأكثر تطرفًا منه. كما كشفت أن الحكومة الحالية تعد من أكثر الحكومات تطرفًا، لاعتناقها أفكارًا تخالف العقيدة اليهودية والأعراف الدولية، بل وحتى سياسات الولايات المتحدة نفسها.

وقالت الصحيفة: «الحكومة غير المسؤولة والمتهورة، كالتي تحكم إسرائيل اليوم، تفضل الوقوع في فخ أوهام التهجير الجماعي أو حرب لا نهاية لها». وإن دل ذلك، فإنه يدل على حالة السخط الشعبي التي تعيشها حكومة التطرف، حيث وضعت أمن إسرائيل في مهب الريح، خاصة مع سوريا، من خلال احتلال جزء من أراضيها، مما يهدد عملية السلام معها.

ومن الملفت أن الصحيفة هاجمت الرئيس الأمريكي وحكومة التطرف، مستشهدةً بتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يفيد بأن مئات الحاخامات الأمريكيين والمشاهير اليهود يدينون خطة الرئيس البرتقالي. وجاء في التقرير: «احتضان إسرائيل لخطة ترامب بشأن غزة أمر فظيع، لا يمكن تصوره، وخاطئ أخلاقيًا… مئات الحاخامات الأميركيين والمشاهير اليهود يدينون خطة ترامب بشأن غزة في إعلان نشرته نيويورك تايمز».

إذن، ووفقًا لهذه التقارير الصادرة عن اثنتين من كبريات الصحف الإسرائيلية والأمريكية، فإن هناك حالة من الغليان داخل المنظمات اليهودية، خاصة في الولايات المتحدة، التي تملك نفوذًا في صنع القرار، بسبب خطط ترامب المجنونة وتطرف حكومة الكيان ووزرائه، الذين بات من الواضح أن أيامهم في الحكم باتت معدودة.

ومن هنا، ندرك أن الكنانة، ممثلةً في الرئيس عبد الفتاح السيسي، تملك بوصلة الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقًا للاتجاهات التي تحددها، حفاظًا على أمنها القومي، الذي يمتد من العراق حتى المغرب، ومن السودان حتى جنوب أفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى