صناعة سفن الكروز.. “القرش الصيني يهدد أوروبا”

يكتسب الصينيون الكفاءة والمعرفة وقد بدأوا بأخذ حصة كبيرة في سوق صناعة سفن الركاب أو الكروز،هذه المسألة تثير حفيظة بعض اللاعبين الأوروبيين ويصفونها “بإدخال القرش الصيني إلى البحر الأوروبي”.

وتهدف الصين للاستفادة من احتياجات السوق الخاصة بها، إذ يمثل الصينيون أكثر من 20% من 28 مليون مسافر متوقع للرحلات البحرية في عام 2023، في جميع أنحاء العالم.

وبعد أن اجتاحت الصين الأرض بسياراتها الكهربائية، تلتفت لتجتاح المحيطات بسفنها السياحية الضخمة، هذا إضافة إلى فوزها السابق بحاملات الحاويات وسفن الشحن، وما يثير حفيظة وسخط الشركات الأوروبية المصنعة لهذه السفن، والتي تشتكي من أنها لا تستطيع منافسة الشركات الصينية في هذا القطاع من ناحية الأسعار.

وتستحوذ 3 شركات أوروبية على 90% من سوق تصنيع السفن السياحية وهي “Chantiers de l’atlantique” الفرنسية، وهي الأولى عالمياً في صناعة السفن منذ أكثر من 150 عاماً، تليها الإيطالية “Fincantieri”، والألمانية “Meyer Werft”.

وبدأت الصين بالصعود تدريجياً في هذا القطاع خلال الـ8 سنوات الماضية من 2014 وحتى 2022، حيث قامت شركة “CMHI Haimen” الصينية ببناء 10 سفن صغيرة من سعة 350 إلى 400 راكب.

وفي بداية العام الحالي، أطلقت مجموعة الصين الحكومية لبناء السفن “CSSC” أول سفينة سياحية كبيرة أو كروز بسعة 6700 راكب، ومن المفترض أن يتم تسليمها في سبتمبر القادم، إلى خط الرحلات البحرية الأميركي “كرنفال”، والذي من المفترض أن يستقبل قاربا ثانيا من نفس النوع في عام 2025، وهاتان السفينتان هما نتيجة مشروع مشترك في عام 2018 بين الشركة الصينية و”Carnival” الأميركية بمساعدة “Fincantieri” الإيطالية، لبناء سفن مطابقة لسفنها مقابل 250 مليون يورو.

وأثار المشروع حفيظة الشركات الأوروبية لأنه بفضل مساعدة الأوروبيين يكتسب الصينيون الكفاءة والمعرفة لأخذ حصة في سوق سفن الركاب، ووصفوها “بإدخال القرش الصيني إلى البحر الأوروبي”، وربما لهذا تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير 2021، وأوقف صفقة استحواذ “Fincantieri” الإيطالية على “Chantiers de l’Atlantique” الفرنسية.

ويحذر الاتحاد المهني للقطاع البحري الفرنسي من أن سيناريو العقد الأول من القرن 21 سوف يعيد نفسه حيث تم إخراج أحواض بناء سفن الشحن الأوروبية من السوق، وأيضاً مؤخراً ناقلات الغاز.

وأوقفت أوروبا في عام 2001، أي دعم للقطاع البحري في الوقت الذي استثمرت بكين 200 مليار يورو لتحديث وتطوير هذه الصناعة، وسرعان ما فازوا بالعقود وخفضوا الأسعار، وقررت بكين في عام 2005، أن تصبح رائدة عالميًا في بناء السفن خلال 10 سنوات، ولكن حققت الصين هدفها في 5 سنوات بحسب الاتحاد!

وانخفض إجمالي الحمولة التي بنتها أوروبا بين عامي 2000 و2010، بنسبة 50%، وزادت الحمولة التي صنعتها الصين بنسبة 200%.

وقامت أحواض بناء السفن الصينية في عام 2022، ببناء 47% من جميع فئات القوارب الجديدة التي تم إطلاقها، وفازت بنسبة 55% من الطلبات الجديدة، وتملك 49% من الطلبات المتراكمة العالمية، واليوم 6 من أفضل 10 شركات لبناء السفن في العالم هي من الصين.

وتهدف الصين بدخولها صناعة سفن الركاب الاستفادة من احتياجات السوق الخاصة بها، إذ يمثل الصينيون أكثر من 20% من 28 مليون مسافر متوقع للرحلات البحرية في عام 2023 في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى