هل انتهت الشراكة الأوروبية مع روسيا في قطاع الطاقة؟

توقع محلل الطاقة في شركة الأبحاث والاستشارات “Economist Inteligence Unit” نيكولاس داهر، في مقابلة مع “العربية”، أن يشهد الطلب على الطاقة نموا ضعيفا خلال العام الجاري.

وقال داهر، إننا نتوقع نموا بنحو 1% للطلب العالمي في العام الجاري، حيث إن الحرب في أوكرانيا أثرت سلبا على هذا النمو من جهة، وارتفاع أسعار الطاقة في عام 2022. ولكن من جهة أخرى لدينا بعض الدعم للطلب على الطاقة آتٍ من إعادة فتح الاقتصاد في الصين بشكل مبكر وأسرع مما كان متوقعا، لذا لدينا عاملين متناقضين يؤثران على الطلب هذا العام.

وأضاف أنه من الصعب الحديث عن رابح في أي حرب. ولكن في إطار الطاقة، فإن الولايات المتحدة استفادت، كما استفاد أي منتج للطاقة، ما عدا روسيا، ولكن قيام أوروبا بالتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي ومحاولتها في إيجاد موردين آخرين، لتجد في الولايات المتحدة شريكا جيدا. بالتالي صادرات أميركا تتزايد بشكل واضح لأنها تقوم بسد العجز الذي خلفته روسيا.

وأوضح أن الحرب في أوكرانيا وتوقف إمدادات الوقود الأحفوري الروسي إلى أوروبا عادت لتسلط الضوء على أمن الطاقة مجددا، وقد رأينا العديد من الدول مثل ألمانيا وغيرها في الاتحاد الأوروبي يستثمرون بقوة في الطاقة الأحفورية. خاصة على صعيد بناء قدرات استقبال الغاز المسال، لأن الحرب أعادت التأكيد على أن أمن الطاقة يجب ألا يتخذ على أنه أمر مسلّم به.

وتابع : “نحن نعتقد بأن الوضع الحالي سوف يسرع من التحول على المدى المتوسط والبعيد. وخاصة أن العديد من الحكومات بدأت ترى الطاقات المتجددة، ليس فقط من زاوية منافعها البيئية، بل أيضا كمصدر لتعزيز أمن الطاقة لديها، لأنها تنتج محليا. حيث إنك لا تحتاج لاستيراد الشمس أو الرياح”.

وبشأن عودة الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي في المستقبل، قال داهر، إن روسيا ستبقى منتجا مهما للغاز على المدى الطويل بالرغم من انخفاض إنتاجها. ولكن في حال كان هناك تغيير في النظام في روسيا، وأرادت الدول الأوروبية دعمه، فيمكن أن نرى عودة صادرات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي، لأن البنى التحتية موجودة، مضيفاً :”لكننا لا نتوقع حدوث ذلك على المدى القصير ولا المتوسط”.

“نتوقع المزيد من الاستثمارات في الطاقات المتجددة خاصة من قبل الدول الأوروبية. لكننا نتوقع أيضا المزيد من الاستثمارات في إنتاج الوقود الأحفوري. وهذا ليس فقط استجابة لموازنة العرض والطلب فحسب، بل لأن الأسعار الحالية مرتفعة بالرغم من انخفاضها عن ذرواتها المسجلة العام الماضي. والأسعار المرتفعة دائما تشكل عنصر محفز للاستثمارات في الوقود الأحفوري”، بحسب داهر.

وزاد: “نتوقع أن تبقى إمدادات سوق النقط والغاز شحيحة على الأقل حتى عام 2025. وهذا سيدعم الاستثمارات في إنتاج الوقود الأحفوري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى